حدث هنا تراخٍ من النفس البشرية فمرت بتجربة مؤلمة لإنسحاب عريسها وحبيبها عنها.
آية (1): "في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته."
في الليل= أي وسط التجارب والضيقات، وسط الخطايا والسقطات على الجبال المشعبة طلبت النفس عريسها. ولكن على فراشها= أي فر تراخٍ وتواكل أو إعتداد بالذات. ومن الطبيعي في هذه الحالة أنها لا تجده. (في بداية الإنسان الروحية يمر بلحظات ضعف، هذا شئ طبيعي).
آية (2): "أني أقوم وأطوف في المدينة في الأسواق وفي الشوارع اطلب من تحبه نفسي طلبته فما وجدته."
المدينة والأسواق= أي وسط العالم، أو كما بحث عنه أغسطينوس في كتب الفلاسفة وهذا مكان غير مناسب للبحث، فمن أراد أن يقابل حبيبه ففي مخدعه وفي لقاء شخصي وسيكتشف مع أغسطينوس أنه أقرب مما يتصور، فهو في داخله. فما وجدته= وهذا كان متوقعاً.
آية (3): "وجدني الحرس الطائف في المدينة فقلت أرايتم من تحبه نفسي."
وجدني الحرس الطائف= هؤلاء هم خدام المسيح أرسلهم لحبيبته الضالة ليرشدوها بدلاً من ضياعها. فوجدوها وشرحوا لها فسألتهم عنه أرأيتم من تحبه نفسي.
آية (4): "فما جاوزتهم ألا قليلا حتى وجدت من تحبه نفسي فامسكته ولم أرخه حتى أدخلته بيت أمي وحجرة من حبلت بي."
شرح لها الخدام. ولكن الخادم يسند المخدوم ولكنه لا يستطيع ان يدخل معه. ولذلك ومع سؤالها كانت لم تجده بعد. فما أن جاوزتهم إلا قليلاً= هي دخلت في خبرتها الخاصة مع حبيبها داخل مخدعها واختبرت صدق ما قاله لها الخدام، وهي لم تتعلق بالخدام، بل طلبت العمق، عمق الخبرة الشخصية. ونلاحظ أن المسيح موجود دائماً قريباً من وسائط النعمة. والآن وجدته. ولكنها كانت ذكية جداً فأمسكت به= أي استمرت في علاقتها معه داخل غرفتها. ولم أرخه= لم تعود للتراخي. حتى أدخلته بيت أمي= بيت أمها هي الكنيسة فلا توجد علاقة شرعية مع المسيح خارج الكنيسة. فنحن نولد في الكنيسة= حبلت بي= وفيها نأخذ الحل من خطايانا والشفاء من أمراضنا ونتغذى على جسد المسيح.
آية (5): "أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحقل ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء."
للمرة الثانية تتكرر نفس الآية. فبالتوبة تستعيد النفس أفراحها، وتتذوق العلاقة الحلوة مع عريسها في حياة السكون والصلاة في خفية، فلا تريد أن يزعجها شئ أو يشغلها شئ (راجع تفسير أية 5:7).
آية (6): "من هذه الطالعة من البرية كأعمدة من دخان معطرة بالمر واللبان وبكل أذرة التاجر."
بعد أن تقابلت النفس مع الحبيب طلبت ما هو فوق، فاصبحت سماوية، وهذه ثمرة علاقتها مع المسيح "الذي أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات" وصارت تشتهي أن تنطلق وتكون معه فذاك أفضل في نظرها. والعريس في فرحه بها يقول من هذه الطالعة ليشجعها فإذا هي بعد على الأرض صارت تشتاق للسماء، بل تحيا حياة سماوية. وقد تكون عبارة من هذه الطالعة= هي فرحة السمائيين بتوبتها، عموماً ففرحة السمائيين بالنفس التائبة هي ترديد لفرحة العريس بها. وهي طالعة من البرية= البرية تشير لهذا العالم. وهناك من يصعد من البرية فيحيا في السماويات مثل هذه العروس وهناك من يشتهي حياة الخطية السابقة (قدور اللحم في مصر..) فيموت في البرية ولا يطلع منها بسبب عصيانه وتذمره. ولكن هذه النفس داست العالم بأرجلها محتقرة إياه. وفي طلوعها لم تكن ضعيفة بل كأعمدة من دخان= داخلها نار تلتهب بروح الأحراق (إش4:4،5) تحرق خطاياها داخلها فيخرج دخان، والنار هي نار الروح القدس. فالنفس التي تابت لم يعد الروح مطفئاً في داخلها، فالتوبة أضرمته، بل الروح أشعل الحب في هذه النفس فصارت صلواتها وتسابيحها طالعة كالبخور، وحينها قدمت نفسها ذبيحة حية وأطاعت وصايا عريسها، صار دخان حريقها يلذذ الرب ويتنسم بهذا رائحة الرضا (تك21: ولاحظ أنهم كانوا يحرقون الدخان المعطر والبخور أمام مواكب الملوك. والعطور هنا هي:
المر= احتملت النفس الصلب والألم مع المسيح، فأصبحت رائحة المسيح الزكية. والمر كان من ضمن أكفان المسيح، فهذه النفس قبلت أن تصلب مع المسيح وتدفن معه لتقوم معه.
واللبان= وهذا يشير للصلاة. ومنه يصنع البخور. وهذا يشير للصلاة الصاعدة إلى فوق أي الصلاة المقبولة. أذرة التاجر= أي الفضائل التي تحلَّت بها النفس التي تعلمت الصلاة وقبلت صليب المسيح. وأذرة التاجر هي كل الأصناف المعطرة من عند العطار إشارة لتنوع الفضائل (محبة، وداعة، تواضع، تسليم .. ). لقد كان الأنبا أنطونيوس ومارجرجس.. هم حبات بخور توضع في المجمرة ويشتم الله رائحتهم ويفرح وتفرح بهم ملائكته أما رائحة الخطية فتزكم الأنوف (إش13:1+ أر20:6
آية (1): "في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته."
في الليل= أي وسط التجارب والضيقات، وسط الخطايا والسقطات على الجبال المشعبة طلبت النفس عريسها. ولكن على فراشها= أي فر تراخٍ وتواكل أو إعتداد بالذات. ومن الطبيعي في هذه الحالة أنها لا تجده. (في بداية الإنسان الروحية يمر بلحظات ضعف، هذا شئ طبيعي).
آية (2): "أني أقوم وأطوف في المدينة في الأسواق وفي الشوارع اطلب من تحبه نفسي طلبته فما وجدته."
المدينة والأسواق= أي وسط العالم، أو كما بحث عنه أغسطينوس في كتب الفلاسفة وهذا مكان غير مناسب للبحث، فمن أراد أن يقابل حبيبه ففي مخدعه وفي لقاء شخصي وسيكتشف مع أغسطينوس أنه أقرب مما يتصور، فهو في داخله. فما وجدته= وهذا كان متوقعاً.
آية (3): "وجدني الحرس الطائف في المدينة فقلت أرايتم من تحبه نفسي."
وجدني الحرس الطائف= هؤلاء هم خدام المسيح أرسلهم لحبيبته الضالة ليرشدوها بدلاً من ضياعها. فوجدوها وشرحوا لها فسألتهم عنه أرأيتم من تحبه نفسي.
آية (4): "فما جاوزتهم ألا قليلا حتى وجدت من تحبه نفسي فامسكته ولم أرخه حتى أدخلته بيت أمي وحجرة من حبلت بي."
شرح لها الخدام. ولكن الخادم يسند المخدوم ولكنه لا يستطيع ان يدخل معه. ولذلك ومع سؤالها كانت لم تجده بعد. فما أن جاوزتهم إلا قليلاً= هي دخلت في خبرتها الخاصة مع حبيبها داخل مخدعها واختبرت صدق ما قاله لها الخدام، وهي لم تتعلق بالخدام، بل طلبت العمق، عمق الخبرة الشخصية. ونلاحظ أن المسيح موجود دائماً قريباً من وسائط النعمة. والآن وجدته. ولكنها كانت ذكية جداً فأمسكت به= أي استمرت في علاقتها معه داخل غرفتها. ولم أرخه= لم تعود للتراخي. حتى أدخلته بيت أمي= بيت أمها هي الكنيسة فلا توجد علاقة شرعية مع المسيح خارج الكنيسة. فنحن نولد في الكنيسة= حبلت بي= وفيها نأخذ الحل من خطايانا والشفاء من أمراضنا ونتغذى على جسد المسيح.
آية (5): "أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحقل ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء."
للمرة الثانية تتكرر نفس الآية. فبالتوبة تستعيد النفس أفراحها، وتتذوق العلاقة الحلوة مع عريسها في حياة السكون والصلاة في خفية، فلا تريد أن يزعجها شئ أو يشغلها شئ (راجع تفسير أية 5:7).
آية (6): "من هذه الطالعة من البرية كأعمدة من دخان معطرة بالمر واللبان وبكل أذرة التاجر."
بعد أن تقابلت النفس مع الحبيب طلبت ما هو فوق، فاصبحت سماوية، وهذه ثمرة علاقتها مع المسيح "الذي أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات" وصارت تشتهي أن تنطلق وتكون معه فذاك أفضل في نظرها. والعريس في فرحه بها يقول من هذه الطالعة ليشجعها فإذا هي بعد على الأرض صارت تشتاق للسماء، بل تحيا حياة سماوية. وقد تكون عبارة من هذه الطالعة= هي فرحة السمائيين بتوبتها، عموماً ففرحة السمائيين بالنفس التائبة هي ترديد لفرحة العريس بها. وهي طالعة من البرية= البرية تشير لهذا العالم. وهناك من يصعد من البرية فيحيا في السماويات مثل هذه العروس وهناك من يشتهي حياة الخطية السابقة (قدور اللحم في مصر..) فيموت في البرية ولا يطلع منها بسبب عصيانه وتذمره. ولكن هذه النفس داست العالم بأرجلها محتقرة إياه. وفي طلوعها لم تكن ضعيفة بل كأعمدة من دخان= داخلها نار تلتهب بروح الأحراق (إش4:4،5) تحرق خطاياها داخلها فيخرج دخان، والنار هي نار الروح القدس. فالنفس التي تابت لم يعد الروح مطفئاً في داخلها، فالتوبة أضرمته، بل الروح أشعل الحب في هذه النفس فصارت صلواتها وتسابيحها طالعة كالبخور، وحينها قدمت نفسها ذبيحة حية وأطاعت وصايا عريسها، صار دخان حريقها يلذذ الرب ويتنسم بهذا رائحة الرضا (تك21: ولاحظ أنهم كانوا يحرقون الدخان المعطر والبخور أمام مواكب الملوك. والعطور هنا هي:
المر= احتملت النفس الصلب والألم مع المسيح، فأصبحت رائحة المسيح الزكية. والمر كان من ضمن أكفان المسيح، فهذه النفس قبلت أن تصلب مع المسيح وتدفن معه لتقوم معه.
واللبان= وهذا يشير للصلاة. ومنه يصنع البخور. وهذا يشير للصلاة الصاعدة إلى فوق أي الصلاة المقبولة. أذرة التاجر= أي الفضائل التي تحلَّت بها النفس التي تعلمت الصلاة وقبلت صليب المسيح. وأذرة التاجر هي كل الأصناف المعطرة من عند العطار إشارة لتنوع الفضائل (محبة، وداعة، تواضع، تسليم .. ). لقد كان الأنبا أنطونيوس ومارجرجس.. هم حبات بخور توضع في المجمرة ويشتم الله رائحتهم ويفرح وتفرح بهم ملائكته أما رائحة الخطية فتزكم الأنوف (إش13:1+ أر20:6