نشيد الأنشاد الاصحاح الثانى
هذا الإصحاح يحدثنا عن التجسد. ونحن الآن أمام عريس وعروسه في بستان بعدما مرّ الشتاء، الذي يشير لبرودة العواطف. إذن هو التجسد لينهي برودة العواطف التي سادت في العهد القديم.
آية (1): "أنا نرجس شارون سوسنة الأودية."
نرجس شارون= شارون هو وادي قفر ضيق غير مأهول، كان يستخدم كطريق بين مصر وسوريا. وكان مملوءَّاَ بهذا النرجس الممتاز الذي قال عنه المسيح "ولا سليمان كان يلبس كواحدة منها" وهذا النرجس ينمو طبيعياً، لا أحد يتعب في زراعته، فلم يكن أحد ليتعب ويزرع في وادٍ ضيق غير مأهول وقفر ومُحْجِرْ. وهكذا السيد المسيح الذي أتى لهذا العالم دون زرع بشر ليكون سوسنة الأودية= أو النرجس المملوء جمالاً فهو أبرع جمالاً من بني البشر وَوُجِدَ وسط هذا العالم المملوء خطية، فالأودية أماكن محجرة.
آية (2): "كالسوسنة بين الشوك كذلك حبيبتي بين البنات."
المسيح هو السوسن، وينعكس جماله علينا فتصير حبيبته كالسوسنة= فهي تحمل صورته. ولكنها ما زالت في وسط العالم تتألم من شهوات الجسد وآلام هذا العالم وحروب الشيطان ضدها والهرطقات التي تحاربها، وهموم الحياة وغناها ولذاتها (لو14: وقد تسقط في الخطية بسبب كل هذا، والعجيب أن عريسها حمل الشوك عنها.
آية (3): "كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين تحت ظله اشتهيت أن اجلس وثمرته حلوة لحلقي."
الكنيسة تشبه حبيبها بالتفاح بين شجر الوعر= شجر الوعر له شكل وجاذبية ولكنه بدون ثمر، شجر الوعر يشير للآلهة الكثيرة التي يعبدها الناس مثل شهوة البطن وحب المال وحب المديح والكرامة. ولكن كل هذه بدون ثمر، أما المسيح فهو وحده المشبع، آلهة العالم لا تروي ولا تشبع، بل من يشرب من هذا الماء يعطش أما المسيح فقد قدم لنا نفسه سر شبع. ولاحظ أن العريس مشبه بالتفاح وليس شجر التفاح، فالمسيح لم يعطنا أن نأكل من ثمره، بل أعطانا نفسه مأكلاً ومشرباً ليشبع نفوسنا. لذلك فالتفاح هنا إشارة للتجسد. تحت ظله اشتهيت أن اجلس= في العهد القديم جلسنا تحت ظل الموت إذ أكلنا من شجرة العصيان (وادي ظل الموت) والآن في العهد الجديد جلسنا تحت ظل المسيح واهب الحياة إذ نأكل من جسده (إش9:51-14+ 16:51+ 2:49+ 2:32). فالمسيح مشبه بصخرة تحمينا من شمس آلام هذا العالم نتلذذ بالتأمل فيه. ثمرته حلوة لحلقي= الثمرة هي جسده الذي أعطانا لنأكله، فماذا أعطانا العالم؟! ولاحظ أنها وسط الشوك مشغولة بعريسها وليس بالشوك. قيل عن الأشرار أن حنجرتهم قبر مفتوح، يخرج منها كلمات الموت والهلاك، أما عروس المسيح فحنجرتها وحلقها لا يوجد فيهما إلا كل ما هو حلو. وكلما تتذوق هذه الحلاوة تطلب الدخول إلى "بيت الخمر" .
تأمل: في وسط تجارب وآلام هذا العالم ما أحلى أن يظلل علينا مسيحنا فنتعزي، ومن تذوق هذه التعزيات يقول "تحت ظله اشتهيت أن أجلس" ولا يعود يطلب تعزيات هذا العالم. وقوله أجلس إشارة للراحة الكاملة.
آية (4): "أدخلني إلى بيت الخمر وعلمه فوقي محبة."
بيت الخمر= هو المكان الذي يقدم فيه الطعام والشراب للمسافرين، هو الكنيسة التي تقدم لنا جسد المسيح ودمه كسر فرح، المسيح أدخلني لعلاقة كلها فرح، أدخلني لأعماق حب الله. وعلمهُ فوقي محبة= الصورة هنا أن العريس أخذ عروسته إلى داخل بيت ليعطيها أن تتذوق محبته التي كالخمر ووضع علمهُ فوق هذا البيت فما هو هذا العلم؟
1- علامة ملكية الله لهذه النفس.
2- علامة حلوله في بيته الملكي (القلب) فحيثما يوجد الملك ترفع رايته.
3- علامة حمايته لهذا المكان فلا يستطيع أحد أن يعتدي على مكان عليه علم ملك قوي.
4- حول العلم تجتمع جيوش الملك لتحارب. والله هو رب الجنود. ونفس حبيبته هي أيضاً نفس مجاهدة محاربة بل هي مرهبة كجيش بألوية (نش10:6).
آية (5): "اسندوني بأقراص الزبيب أنعشوني بالتفاح فأني مريضة حباً."
لقد تذوقت النفس حب عريسها، ولكنها أدركت الثمن الباهظ لما هي فيه من فرح فقالت أنها مريضة حباً= وفي ترجمة أخرى "مجروحة حباً" فهي حين رأت جراحات المحب وجدت نفسها وكأنها جرحت بهذا الحب. والعجيب أنها تطلب اسندوني بأقراص الزبيب أنعشوني بالتفاح= فهل الزبيت والتفاح يداويان جراحات الحب؟! هذه لا يمكن فهمها سوى رمزياً. فصرخات النفس التي اكتشفت حب المسيح العجيب هي صرخات طالبة أن تعرف المزيد عن حبه وعن شخصه، هي تطلب أن تدخل في الشركة معه والاتحاد به بالأكثر، لذلك هي تطلب التناول الذي يفتح عينيها على حبيبها أكثر كسر انتعاش روحي. فالزبيب نحصل على الخمر منه ويشير للدم. والتفاح يشير للجسد (آية 3).
هذا الإصحاح يحدثنا عن التجسد. ونحن الآن أمام عريس وعروسه في بستان بعدما مرّ الشتاء، الذي يشير لبرودة العواطف. إذن هو التجسد لينهي برودة العواطف التي سادت في العهد القديم.
آية (1): "أنا نرجس شارون سوسنة الأودية."
نرجس شارون= شارون هو وادي قفر ضيق غير مأهول، كان يستخدم كطريق بين مصر وسوريا. وكان مملوءَّاَ بهذا النرجس الممتاز الذي قال عنه المسيح "ولا سليمان كان يلبس كواحدة منها" وهذا النرجس ينمو طبيعياً، لا أحد يتعب في زراعته، فلم يكن أحد ليتعب ويزرع في وادٍ ضيق غير مأهول وقفر ومُحْجِرْ. وهكذا السيد المسيح الذي أتى لهذا العالم دون زرع بشر ليكون سوسنة الأودية= أو النرجس المملوء جمالاً فهو أبرع جمالاً من بني البشر وَوُجِدَ وسط هذا العالم المملوء خطية، فالأودية أماكن محجرة.
آية (2): "كالسوسنة بين الشوك كذلك حبيبتي بين البنات."
المسيح هو السوسن، وينعكس جماله علينا فتصير حبيبته كالسوسنة= فهي تحمل صورته. ولكنها ما زالت في وسط العالم تتألم من شهوات الجسد وآلام هذا العالم وحروب الشيطان ضدها والهرطقات التي تحاربها، وهموم الحياة وغناها ولذاتها (لو14: وقد تسقط في الخطية بسبب كل هذا، والعجيب أن عريسها حمل الشوك عنها.
آية (3): "كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين تحت ظله اشتهيت أن اجلس وثمرته حلوة لحلقي."
الكنيسة تشبه حبيبها بالتفاح بين شجر الوعر= شجر الوعر له شكل وجاذبية ولكنه بدون ثمر، شجر الوعر يشير للآلهة الكثيرة التي يعبدها الناس مثل شهوة البطن وحب المال وحب المديح والكرامة. ولكن كل هذه بدون ثمر، أما المسيح فهو وحده المشبع، آلهة العالم لا تروي ولا تشبع، بل من يشرب من هذا الماء يعطش أما المسيح فقد قدم لنا نفسه سر شبع. ولاحظ أن العريس مشبه بالتفاح وليس شجر التفاح، فالمسيح لم يعطنا أن نأكل من ثمره، بل أعطانا نفسه مأكلاً ومشرباً ليشبع نفوسنا. لذلك فالتفاح هنا إشارة للتجسد. تحت ظله اشتهيت أن اجلس= في العهد القديم جلسنا تحت ظل الموت إذ أكلنا من شجرة العصيان (وادي ظل الموت) والآن في العهد الجديد جلسنا تحت ظل المسيح واهب الحياة إذ نأكل من جسده (إش9:51-14+ 16:51+ 2:49+ 2:32). فالمسيح مشبه بصخرة تحمينا من شمس آلام هذا العالم نتلذذ بالتأمل فيه. ثمرته حلوة لحلقي= الثمرة هي جسده الذي أعطانا لنأكله، فماذا أعطانا العالم؟! ولاحظ أنها وسط الشوك مشغولة بعريسها وليس بالشوك. قيل عن الأشرار أن حنجرتهم قبر مفتوح، يخرج منها كلمات الموت والهلاك، أما عروس المسيح فحنجرتها وحلقها لا يوجد فيهما إلا كل ما هو حلو. وكلما تتذوق هذه الحلاوة تطلب الدخول إلى "بيت الخمر" .
تأمل: في وسط تجارب وآلام هذا العالم ما أحلى أن يظلل علينا مسيحنا فنتعزي، ومن تذوق هذه التعزيات يقول "تحت ظله اشتهيت أن أجلس" ولا يعود يطلب تعزيات هذا العالم. وقوله أجلس إشارة للراحة الكاملة.
آية (4): "أدخلني إلى بيت الخمر وعلمه فوقي محبة."
بيت الخمر= هو المكان الذي يقدم فيه الطعام والشراب للمسافرين، هو الكنيسة التي تقدم لنا جسد المسيح ودمه كسر فرح، المسيح أدخلني لعلاقة كلها فرح، أدخلني لأعماق حب الله. وعلمهُ فوقي محبة= الصورة هنا أن العريس أخذ عروسته إلى داخل بيت ليعطيها أن تتذوق محبته التي كالخمر ووضع علمهُ فوق هذا البيت فما هو هذا العلم؟
1- علامة ملكية الله لهذه النفس.
2- علامة حلوله في بيته الملكي (القلب) فحيثما يوجد الملك ترفع رايته.
3- علامة حمايته لهذا المكان فلا يستطيع أحد أن يعتدي على مكان عليه علم ملك قوي.
4- حول العلم تجتمع جيوش الملك لتحارب. والله هو رب الجنود. ونفس حبيبته هي أيضاً نفس مجاهدة محاربة بل هي مرهبة كجيش بألوية (نش10:6).
آية (5): "اسندوني بأقراص الزبيب أنعشوني بالتفاح فأني مريضة حباً."
لقد تذوقت النفس حب عريسها، ولكنها أدركت الثمن الباهظ لما هي فيه من فرح فقالت أنها مريضة حباً= وفي ترجمة أخرى "مجروحة حباً" فهي حين رأت جراحات المحب وجدت نفسها وكأنها جرحت بهذا الحب. والعجيب أنها تطلب اسندوني بأقراص الزبيب أنعشوني بالتفاح= فهل الزبيت والتفاح يداويان جراحات الحب؟! هذه لا يمكن فهمها سوى رمزياً. فصرخات النفس التي اكتشفت حب المسيح العجيب هي صرخات طالبة أن تعرف المزيد عن حبه وعن شخصه، هي تطلب أن تدخل في الشركة معه والاتحاد به بالأكثر، لذلك هي تطلب التناول الذي يفتح عينيها على حبيبها أكثر كسر انتعاش روحي. فالزبيب نحصل على الخمر منه ويشير للدم. والتفاح يشير للجسد (آية 3).